احذر كوميديا السِّمنة.. إليك 12 نصيحة غذائية في حجرك المنزلي

في ظل الحجر الصحي المفروض من قِبل معظم حكومات الدول في العالم بأسره والمتعلق بانتشار فيروس كوفيد 19، أو ما يعرف باسم فيروس كورونا، تتزايد التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الكثير من القضايا والعادات التي نتجت جرّاء قضاء وقت طويل في المنزل، لكن ما لاحظته بشكل كبير مؤخراً هو النشر الكثيف واليومي لكاريكاتيرات لا تنتهي ونكاتٍ لا تحصى تروج  لفكرة أن الوزن الزائد هو مصيرنا جميعاً بعد قضاء الحجر الصحي الذي قد يطول أو يقصر، ومنها ما يدعو للكسل وفعل اللاشيء والاسترخاء التام فقط، وأشهرها تقبّل فكرة المثل القائل: “أكل ومرعى وقلة صنعة” بأسلوب سلبي مزعج، حتى أن كثيراً منها قد تم اختراعها على شكل أغانٍ لفيروز وفنانين آخرين وأكثرها خطورة هو ربط المواسم الزمنية بالوزن (شتاء ثم حجر منزلي ثم رمضان = شخص بدين)، لكن ما يدعو للتخوف حقاً هو التكرار بانتشار الأفكار في المنصات المختلفة على شكل صور أو مقاطع فيديو، وهنالك المئات منها تفننت  بإبداع منقطع النظير في التأكيد على أن النهاية لابد أن تكون كارثية فيما يتعلق بأجسادنا وصحتنا.. وعندما أقول هنا كلمة كارثية من وجهة نظر مختص فلا أقصد فقط الوزن وحده؛ لأن زيادة الوزن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر والسرطان والاضطرابات الهرمونية وغيرها.

وهنا أؤكد أنني لست ضد الكوميديا أبداً، وهي نتاج المجتمعات المتوازنة، فعالم الفكاهة يخفف من العبء النفسي للمشاكل التي تحيط بنا، لكنني حتماً ضد الترويج لأفكار لابد أنها تؤثر في العقل الجمعي أو (التأثير الاجتماعي المعلوماتي)، وحيث إنها أصبحت ظاهرة نفسية تفترض فيها الجماهير أن تصرفات الجماعة في حالة معينة تعكس سلوكاً صحيحاً ويتجلى تأثيرها بأن تفقد الأغلبية القدرة على تحديد ماهية السلوك الأفضل ثم محاكاة التصرفات بدون محاكمة لصحة الأفكار، لذا تكمن أهمية العقل الجمعي في قدرته على تغيير قناعات الشعوب وآرائهم، والتحكم بأنماط تفكيرهم وتعديل توجهاتهم.

لذا فالموضوع الذي أضحكني في مطلع الأمر بات اليوم يشغل تفكيري، خاصة أن كثيراً ممن يتبعون حميات صحية ويتواصلون معي باستمرار بدأوا بتكرار وتبنِّي هذه الأفكار والاستسلام لها مع الأسف، وأرى أن بذل الجهد في نشر الوعي الصحي هو مسؤولية كل فرد فينا.

ولنتفق على أن مشكلة تواجدنا في المنازل لوقت طويل قد تبدو فعلاً أمراً “مزعجاً” في بدايته، لكنني أظن أن الاعتياد على التواجد داخل المنازل بدأ ينتشرعند معظم العائلات رويداً رويداً، فلا تجعل الأفكار التي تدخل عنوة في جهازك تدخل في قناعاتك وعقلك بل وتصرفاتك التي تنعكس على عائلتك ومحيطك أيضاً، وأرى أنه ليس من المنطقي أن ننجو من الوباء – الذي سينتهي بكل تأكيد – ونحن نرتكب في حق صحتنا عادات تدمر الخلايا وترهق الجسد صحياً ونفسياً، وحتى نخرج -بإذن الله- من هذه الفترة العصيبة سالمين معافين وبصحة أفضل، أورد أهم الأفكار التي أجدها نافعة لنا:

1- كن واعياً بما يحدث في أفكارك، وحاول تصفية كل القناعات التي تشاهدها  -وإن أضحكتك- فقل ولو بينك وبين نفسك إن هذا أمر غير صحيح ولا ينطبق عليَّ، لا تأخذ النكات على أنها مسلَّمات.

2- اعتنِ بنوعية غذائك وكن مهتماً، بإضافة ألوان منوعة من الخضار والفاكهة بشكل يومي لوجباتك، وتذكر أن كل لون يحتوي على نوع مختلف من الفيتامينات والمعادن، فتغيير الألوان يقوي الجهاز المناعي، لاسيما أننا في هذه الفترة نحتاج لتقويته بكل السبل.

3- الألياف الغذائية مصدر مهم يؤمن لك شبعاً لفترة أطول وحركة معوية أفضل، فاجعل لها نصيباً بشكل يومي، وهي موجودة بكثرة في منتجات القمح الكامل السمراء والبرغل والشوفان والخضار والفاكهة والبذور.

4- اشرب قدراً كافياً من الماء، وضع تنبيهاً على جهازك إن كنت تنسى ذلك، أو خصص لك زجاجة بجانبك خلال تأدية عملك أو مشاهدتك للتلفاز، فالماء للترطيب، وهو طريقة ممتازة للشبع بين الوجبات.

5- الحلويات ليست عدواً إن كانت بكميات محددة ودون مبالغة، ومن الجميل أن تفكر باستبدالها بحلوى صحية مثل كيكة التمر أو سلطة الفواكه مع العسل.

6- البروتين مصدر مهم في عملية الشبع، لكن لا تجعله غالباً من اللحم الأحمر، البقوليات بأنواعها مثل العدس والفول والحمص والفاصوليا البيضاء مصادر بروتينية صحية جداً.. وكذلك السمك.

7- المكسرات مصادر للدهون المفيدة جداً للجسم، لكن دون أن نكثر منها، لأنها تحتوي على طاقة من السعرات عالية.

8- العناية بالجسد من خلال الحركة أو ممارسة التمارين الرياضية أمر مهم جداً “دائماً”، وازدادت أهميته في الوقت الراهن، حيث لا وجود لأي أنشطة طبيعية خارجية يومية كانت تستهلك جزءاً من طاقتنا، فعليك التعويض ولو لنصف ساعة يومياً، ضعها ضمن جدولك اليومي، لأن الركون من شأنه زيادة مستويات الكوليسترول والسكر، وفرص أكبر لزيادة الوزن، خاصة إن كانت طبيعة غذائك غير صحية وبكميات غير مدروسة.

9- قلّل مصادر التوتر والضغط العصبي في حياتك من أخبار وأحداث حول الوضع الراهن أو المشاكل في العمل قدر الإمكان، لأن التوتر سيساهم في رفع هرمون الكوتيزول الذي بدوره يزيد الإجهاد في الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي واضطرابات في الشهية.

10- انتبه للكميات في كل شيء، قال صلى الله عليه وسلم: “ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه”، وهي قاعدة عظيمة لو نتبعها بتقسيم المعدة لثلاثة أقسام، ثلثين نملأهما ونبقي ثلثاً للتنفس.

11- قال صلى الله عليه وسلم: “إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعطِ كل ذي حق حقّه” (رواه البخاري)، ومن باب الوعي الجسدي تجاه نفسك وعائلتك، أقترح أن تقرأ ولو كتاباً “واحداً” في مجال الوعي الصحي والغذائي، هذه فترة ذهبية لاستغلال الوقت بالقراءة حتى وإن كنت غير مختص في المجال الطبي، أو تابع فيلماً وثائقياً، مجلة علمية أو حتى موقع موثوق يطرح معلومات هامة عن الصحة والعادات الغذائية.. ثقف نفسك وعائلتك بطرق مختلفة.

12- جرب وصفة بمكونات “صحية” من باب التغيير، عالم البحث عن الوصفات لا ينتهي ومتاح وسهل، قد تعجبك وصفة أو مكون غذائي لم تتوقع قبلاً أن تحبه أو يكون مفضلاً لديك، ثم شارك الوصفة مع أحبائك إن أعجبتك.

تذكر أنها فترة -مهما طالت- هي فترة مؤقتة فاجعلها ذكرى سعيدة وبداية لصحة أفضل من خلال خلق عادة صحية كنت تود تجربتها ومنعك عن ذلك سابقاً الانشغال والعمل، جرّب فالتجربة خير معلم وخير دليل.

الكاتب : رولا دايت

موقع يهتم بتقديم دورات و محتوي خاص بالتغذية و الريجيم و كل ما يخص صحتك

شارك :
هل تحتاج مساعدة؟